روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | دمرت حياتي!!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > دمرت حياتي!!!


  دمرت حياتي!!!
     عدد مرات المشاهدة: 1937        عدد مرات الإرسال: 0

الليل يلف بسكونه تلك المدينة الجميلة يتقلب الأب في فراشه فيجد الأم مستيقظة ولم تنم بعد يسألها عن السبب فتجيبه قائلة: أفكر في أمر ابننا الوحيد الذي بلغ 26 عاماً من عمره ولم يتزوج بعد.

يرد عليها الأب: لا تهتمي سأحدثه في ذلك الأمر صباحا.

في صباح اليوم التالي وعلى مائدة الإفطار فاتح الأب ابنه الحاصل على شهادة الدكتوراه في أحد أفرع الأدب العربي في موضوع الزواج من ابنة خاله فلم يمانع الابن ووافق سريعا.

وتمر الأيام سراعاً ويتم الزفاف في ليلة تحدثت عنها المدينة بأسرها كانا أسعد زوجين رزقهما الله بستة من الأبناء الأب لم يكن لديه سوى الذهاب إلى عمله ثم العودة للمنزل، وأخذ أبنائه وزوجته للفسحة على الشاطئ البديع..

أيام جميلة عاشها مع أسرته في قمة السعادة ولكن الشيطان وأعوانه أبو إلا أن يمزقوا شمل تلك الأسرة السعيدة!!.

ذات صباح فوجئ بوجود موظف جديد تم نقله إلى إدارتهم من مدينة أخرى، لاحظ أن زميله الجديد يكثر من الإبتسام والمزاح لم يكترث بذلك ولكن الزميل الجديد كان يخطط لأمر هام.

بعد أسبوع من تعيين الزميل الجديد قام بدعوة كل زملائه في الإدارة إلى حفل عشاء أقامه في منزله وبعد العشاء انصرف أغلب المدعوين إلى منازلهم ولم يتبق إلا هو ومجموعة أخرى من الضيوف يبدو عليهم أنهم غرباء عن هذه المدينة.

لم يكترث في أول الأمر ولكنه فوجئ بهم وهم يخرجون من طيات جيوبهم أكياساً بيضاء بها شيء يشبه المسحوق فيقومون بإستنشاقها.

تعجب من فعلهم الغريب! سأل زميله عن تلك العملية؟ فقال له زميله بصوت أجش: هيروين.. يا حبيبي.. هيروين.

وقعت تلك الكلمات على أذنه كالصاعقة فإستطرد قائلاً لزميله: ولكنه قاتل! رد عليه في سخرية: قاتل! للضعفاء أمثالك أيها الطفل.

كانت الكلمة الأخيرة كالنار التي شبت في داخله، وهنا جاء دور الشيطان الذي قال له: أيستهزئ بك ويقول لك طفل يجب أن تثبت له أنك رجل وتتناول من الهيروين.

في إرتباك مد يده وتناول الكيس وتعاطاه في نهم ثم راح في سبات عميق لم يفق إلا والساعة شارفت على العاشرة صباحا.

زوجته كاد أن يصيبها الجنون من فرط قلقها على زوجها الذي لم يبت خارج المنزل مطلقاً.

عندما عاد إلى المنزل لاحظت عليه الزوجة الشحوب الشديد سألته عن السبب -ولأول مرة منذ تزوجا قال لها بصوت عال: ليس من شئونك؟!! إنصرفت الزوجة وهي متعجبة لما قاله زوجها لكنها لم تكترث وقالت في نفسها: ربما كان متعبا.

وإستمر على هذه الحال ثلاثة شهور ساءت خلالها حالته لم يعد يهتم بشؤون بيته ولا أبنائه ولا حتى عمله يذهب إلى العمل متأخراً ويخرج باكراً مما عرضه للفصل من العمل.

وجاءت الليلة الحزينة عقارب الساعة تقترب من الخامسة صباحاً عاد إلى المنزل مترنحا يفكر في تلك الليلة المثيرة والسعيدة تعاطى خلالها كمية أكثر من المعتاد.

عندما أوقف سيارته خيل إليه أن هناك أشخاص يتحركون في غرفة النوم الخاصة به، فكر قليلاً فاجأه عقله المخدر: ربما هناك رجل غريب في المنزل، أو ربما زوجتك تخونك يجب أن تصعد بسرعة وتتحرى عن الموجود ولكن إنتبه ربما كان الرجل مسلحاً خذ معك مفتاح العجل لتفاجئه قبل أن يفاجئك وصوت المؤذن للفجر يرتفع.

خرج مسرعاً من السيارة حاملاً في يده ذلك المفتاح الصلب.. أثناء صعوده على سلم المنزل خيل له أن زوجته تطلب من الرجل الغريب أن يختبئ في أحد الأماكن، لأن زوجها قد حضر.

فتح باب الشقة بحذر شديد والظلام يلف المكان رأى خيالاً في غرفة النوم كان جازماً -بتأثير الهيروين- أن زوجته خائنة فتح باب الغرفة في سرعة شديدة رآها راكعة على السجادة تصلى الفجر انطلق تجاهها بسرعة وعاجلها بضربة من تلك القطعة الحديدية.

صرخت بشدة فاجأها بالثانية على رأسها سقطت على الأرض إستيقظ سكان العمارة على صوت الصراخ في هذا الوقت.

إندفع أحدهم إلى باب الشقة قارعاً جرس الباب لم ينتبه للجرس وإنما كان عقله يقول له: لا تدعها تفلت من يدك إقتل الخائنة، فرفع يده عالياً وهوى بالمفتاح الصلب على مؤخرة رأسها فإنفجر الدم من الجمجمة كأنها نافورة -منظر رهيب- شهقت بعنف ثم نظرت إليه بحسرة ثم سقطت جثة هامدة.

تدافع الجيران وكسروا باب الشقة فوجئوا بالمنظر المريع الزوجة غارقة في بركة من الدماء على سجادة الصلاة إستيقظ الأبناء ليروا أن الشقة مليئة بالرجال والنساء.

تدافعوا إلى غرفة النوم ليجدوا أمهم هامدة بلا حراك صرخوا في صوت واحد لم يردده سوى جدران تلك الشقة.

صاح أحد الجيران: أيها المجرم لماذا قتلت زوجتك.

رد عليه في حنق: إنها خائنة.. لاحظ الرجال أنه غير طبيعي.. إقترب أحدهم منه كاد أن يضربه لولا أنه وبحركة بارعة تمكن من أخذ ذلك المفتاح الصلب الملوث بالدم الزكي الطاهر.

صرخ أحدهم: أبلغوا الشرطة التي ما لبثت أن حضرت مسرعة فقامت بتهدئة الوضع.

وتم سؤال الرجل عن تفاصيل الحادث المريع، مرت ساعة شارف خلالها على إسترداد وعيه بعد أن إنتهى الضابط من أخذ أقوال الشهود فوجئوا به يصيح ما الذي جرى ومن قتل زوجتي؟!.

إستنتج كل الواقفين أن الزوج كان تحت تأثير المخدر قالوا له ما حدث فإندفع إلى بركة الدم وهو يبكي ويصيح شريفة شريفة.. إنها أطهر إنسانة في هذا الوجود.

 

ثم قفز بإتجاه الشرفة محاولاً إلقاء نفسه منتحراً.. ولكن رجال الشرطة منعوه من ذلك إقتادوه إلى السجن وأخذ الجيران الأبناء الستة الذين يقيم أقاربهم في مدينة بعيدة وبعد شهر صدر الحكم على الزوج بالإعدام وإدخال الأبناء رعاية الأحداث وأسدل الستار على تلك المأساة التي هزت كل الضمائر الحية الشريفة ولكن إنها المخدرات رأس كلا بلاء!.            

 

المصدر: موقع ياله من دين.